إيفا علوية
تُحِدد قواميس اللغة معاني الكلمات ومجالات استعمالها حتى
تتسهل عملية التخاطب والتواصل بين الجماعات البشرية، وفي اللغات المتعددة تُترجَم
هذه الكلمات فتتغير العبارات في اللفظ والكتابة بحسب أشكال وأصوات الحروف الأبجدية
المختلفة وتبقى المعاني نفسها تفيد المقصد ذاته.
لكن التطور الحاصل في التكنولوجيا والذي أصاب عالم الكلمات يفيد عن اتباع تقنية
جديدة خلاصتها عدم إمكان استعمال الكلمة نفسها في المواقف المتشابهة. ومن هذه
الكلمات كلمة "الضحية" والتي تفيد جميع المعاجم عن تفسير واضح لها بأنها
تنطبق على الشخص الذي يتعرض للاعتداء على حقوقه بسلبها كلها أو بعضها. والواقع أنه
بحسب هويته تختلف النظرة إلى هذا الشخص من قبل العالم الذي يتباكى على ضحايا قتلهم
المجهول ولا يعاقب مجرماً معروفاً يقتل أبرياء على مرأى من الجميع دون أن يهتز لهم
جفن أو يرتعش لهم قلب. فكلمة ضحية في نظر هؤلاء لا يتساوى فيها الجميع بل تخضع
لاعتبارات المكان ويحددها موقع الدولة في خريطة هذا العالم الذي لا تتوحد فيه
مقاييس الإنسانية. أن يتم التمييز بين أفراد ينتمون إلى نفس النوع بين أجناس
المخلوقات هو حقاً مأساة إنسانية.